الأربعاء، 29 أكتوبر 2008

صحافة..النافة..كونافة



أن الدافع لدى لكتابة هذا المقال هو فى الحقيقة حرصى على صحتى وسلامة قواى العقلية.فلو استمر وضعى على ما هو عليه أخشى أن افقد عقلى أو اصاب بسكتة دماغية أو ازمة قلبية واسقط شهيد الهبل والازدواجية واللا منطقية.
أنا منذ قررت أن امتهن مهنة الصحافة وأنا لا أعرف لها مدخل ولا منطق ولا شىء على الاطلاق.فلو سألتنى سؤالا بسيطا عن كيف يكون المرء فى مصر صحفيا أقول لك : "معرفش!!".حتى لو كنت خريج كلية الاعلام أو احد اقسام الصحافة والاعلام فى اى جامعة فيكى يا مصر فلن تعرف .
فاذا ما حاولنا بهدوء أن نتتبع المسألة بشكل قانوني سنجد أن الصحفى هو من يحمل كارنيه نقابة الصحفيين وبالتالى له حق مزاولة المهنة . حتتفزلك وتقول لى جميل أذهب وأحصل على الكارنيه .أقولك علشان تحصل على الكارنيه أنت محتاج جريدة أو مجلة تعينك فيها وهذا ايضا يتطلب وسطة .ستقول لى عارفين الكلام ده كله، ما دى بلادنا وده العادى.ح أقولك ماشى أسمع بقا يا سيدى اللى موش عادى.

علشان جريدة تعينك أنت مطالب بالعمل والبهدلة لدى هذه الجريدة لمدة زمنية غير محددة(تصل فى بعض الحالات الى 9 أو 10 سنوات) بدون راتب أو تأمين أو أى حاجة تثبت أساسا أن سيدتك صحفى أو بتنتمى لهذه الجريدة؛يعن لو أتقفشت محدش يعرفك. الاجمل فى الموضوع ان تعيينك بعد كل هذا الهوان غير محتم ..وهو ايه ف الزمن دا يا ابنى مضمون.

طيب نفترض جدلا أنك قادم من عصر العبيد ،وأن سيدتك معندكش مشكلة بخصوص الاستعباد والذل بلا مقابل لفترات غير محددة وقررت ان تبدأاللعبة فمن اين ستنفق على نفسك( طعامك -شرابك- انتقالاتك- ..الخ) طبعا ستجد نفسك مضطر أن تبحث عن عمل بعد الظهر كى تنفق منه على عمل الصبح. ستجد نفسك أمام ازمة أخرى وهى أن العمل اما دوام كامل (12 ساعة)و ساعتها لن تجد وقتا للصحافة او للكنافة حتى ،او دوام جزئى(6 ساعات) وستحصل على راتب تافه لا يكفيك حتى نصف الشهر مواصلات.
السؤال الأن: "أمال الصحفيين اللى بنشوفهم ف التلفزيون دول بقوا صحافيين ازاى؟".والله يا ابنى سؤالك وجيه..ودا يدينى انطباع انك عندك عقل وح تفهمنى .واجوبك واقول: لو تقصد بالصحفيين بتوع التلفزيون (رؤساء التحرير ونواب رؤساء التحرير..الخ) فهؤلاء اصبحوا صحافيين أيام عبد الناصر يعن أيام الرخص لما كان عدد سكان مصر ثلث عددهم الأن وكانت القوى العاملة(الله يرحمها ويحسن اليها ) بتعين وقتها .أما لو كنت تقصد شباب الصحفيين فدول بينقسموا الى أبناء صحفيين و اعلاميين (ودول مفهوم اتعينوا أزاى )أو شباب طلع فى هوجة انفتاح الجرايد وانتشارها من 10 سنوات فاتت واعدوا مذلولين لحد ما ربنا فرجها عليهم واشتغلوا .أما اليوم فالجرائد ( حتى الجديدة منها )لا تتعامل الا مع الصحافيين اللى معاهم كارنيه يعنى اللى هما معينين أصلا فى جرائد تانية . يعنى بالمختصر هناك صحافيين معاهم كارنيه وشاغلين نار فى أكثر من جرنال، وصحافيين مع وقف التنفيذ لا معاهم كارنيهات ولا شغالين فى حتة. وعلاشان متقليش فين النقابة ..النقابة غير معترفة بيك أصلا أنت منتظر أيه.
كل النقابات اللى فى الدنيا تعطى كارنيه علشان تقدر تزاول مهنة الا نقابة الصحفيين تزاول الأول وبعدين تدي الكارنيه ..بس تزاول مين طبعا أنت فهمت.
طبعا موش محتاج أقولك انى من الصحافين اللى بدون كارنيه ..وعايز أزاول بس اللى أنا ملاحظه لحد دلوقتى انى بتزاول بس..وربك كبير.

الأحد، 26 أكتوبر 2008

"نهى رشدى"..أنا اسف !



لا استطيع أن اصف لكم كم أنا سعيد بهذه البنت .كانت من الممكن أن تسكت ..تنزوى ..تنطوى على نفسها -مثل أخريات- لتدفع ثمن جريمة لم ترتكبها ولكن ارتكبها غيرها فى حقها !!.لكنها لم تفعل بل سعت الى حقها وجاهدت كى يعاقب المجرم على جريمته ،وقد كان.وحصلت نهى رشدى على حكم بعقاب من تحرش بها بالشارع ثلاث سنوات سجن. لقد انصفها القضاء بينما لم تنصفها التقاليد والناس التى تنادى طوال النهار بالتمسك بالقيم والمبادئ. كانوا يريدونها صامتة ..خانعة ..متخلية عن حقها فى الحفاظ على كرامتها كأنسان ،لكنها ابت الا أن تطالب بحقها ..وانتصرت نهى ..وانهزمت التقاليد الظالمة
ولعل ما حدث مع نهى قد أيقظ الكثرين من نومهم واشعرهم بخطورة الوضع، خاصة وأن تكرار حوادث التحرش قد ولد تبلدا غريبا عند الكثيرين فحادثة مثل تلك التى حدثت فى المهندسين من تحرش بالفتيات بالشارع لم تأخذ أكثر من يومين وبدأ الناس ينسونها .
لكن الأخطر فى نظرى ليس عدم اهتمام المجتمع بقضية التحرش بالشكل الكافى وانما طريقة تعامل المجتمع مع المسألة بوصفها مجرد فرقعة اعلامية وتسلية و"كام صفحة فى كام جريدة" والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ولو كل مواطن نظر للموضوع و كأن ابنته هى من تعرضدت للتحرش أو الاعتداء لكان الوضع تغير .
لقد فكرت فى نهى رشدى وفى فتيات المهندسين وسألت نفسى سؤالا : هل لو كنت واقفا وقتها بالشارع كنت ساتحرك للدفاع عنهم ؟ ورأيت اجابتى تلوح امامى فى ترددى فى تحديد موقفى ..أنا واحد من هذا المجتمع الجبان الذى لم يعد أحد فيه يشعر برابط يربطه بالاخرين وكأننا نعيش (كل منا) فى كوكب منعزل. أنا لم أكن هناك ..مع نهى . لكننى مدين لها باعتذار ..سامحينى لأنى لوكنت هناك ربما كنت ترددت أن اساعدك.أنت اشجع منى ...مننا جميعا .أنا اسف..والمجتمع اسف ...والحكومة اسفة لاننا حرمناكى من واحد من النعم التى قال عنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن من ملكها "فقد حيزت له الدنيا بحزفيرها"..حرمناكى الأمان. فسامحينا!