الخميس، 21 أكتوبر 2010

الشرطة وخدمة الشعب

أعرف ويعرف الكثيرون من الشعب المصرى أن جهاز الشرطة فى مصر قد طرأت عليه تغيرات كثيرة فى العقود الثلاثة الماضية..تلك التغيرات التى تراها وزارة الداخلية تطور وتحسن فى الأداء ونراها نحن المواطنون تقهقر وتراجع فى الأداء..ولعل تخلى الشرطة عن شعارها الشهير عن خدمة الشعب ابرز دليل على تحول وتغير الفكر الشرطى فى مصر من خدمة وراحة وسلامة المواطن الى مجرد صنع حالة من الهدؤ والانضباط فقط..لهذا لا عجب أن مصر قد أصبحت بلدا بها كثير من الأمن و قليل من الأمان.
اتذكر دائما الفيلم الرائع " حياة أو موت" الذى كان يتكلم عن رجل بسيط يرسل ابنته لتحضر له زجاجة دواء يتضح للصيدلى الذى صنع الدواء انه قد أخطأ فى صنع التركيبة مما حول الدواء الى سم قاتل وهو ما يدفعه الى طلب النجدة من رجال الشرطة الذين يجاهدون طوال الفيلم للبحث عن المدعو أحمد ابراهيم القاطن بدير النحاس لكى يحذروه من شرب الدواء السام.
كلما رأيت هذا الفيلم الشهير اتخيل ماذا لو كان أحمد ابراهيم يعيش اليوم..هل كانت وزارة الداخلية ستنتفض كما حدث فى الفيلم حتى ان حكمدار بوليس العاصمة - مدير أمن القاهرة ومساعد وزير الداخلية الأن - قد تحرك بنفسه لبيت المواطن..هل كان التعامل مع حياة مواطن عادى ليس قريبا لاحد مهم او صديقا لمسؤل كبير كانت ستكون بنفس الشكل ..الأجابة بالقطع لا..كان أحمد ابراهيم سيتحول الى المرحوم أحمد ابراهيم ..وكان سيقابل موته بلامبالاة تامة..وأقصى ما سيحصل عليه احمد ابراهيم هو سطرين فى جريدة أو فقرة فى برنامج حوارى ليلى من برامج التوك شو الشهيرة..بل أجدنى اتجيل مسؤول بوزارة الداخلية يبرر تجاهل الوزارة بأن الشرطة لم تعد فى خدمة الشعب ..يعنى كل واحد يخدم نفسه.
نحن الشعب الوحيد فى العالم الذى يخشى دخول أقسام الشرطة بل ويتفاخر المواطن فيه بأنه لم يدخل قسم شرطة فى حياته.. فصورة الضابط الذى يسعى لتحقيق الأمن حتى ولو على  حساب كرامة بعض المواطنين أصبحت مصدر رعب لكل مواطن غير مسنود..فكونك حاملا لمؤهل دبلوم صنايع..أو تعمل بوظيفة غير كبيرة - حرفى مثلا - أو تسكن منطقة شعبية كفيل بأن يبرر لأى ضابط أن يخاطبك بلهجة جارحة مستفزة ولابأس ببعض الشتائم طالما انك من المواطنين غير الخطرين ..وتعريف المواطن الخطر عند ضابط الشرطة هو ذلك الذى يستطيع بمكالمة تلفونية واحدة أن ينقله من القاهرة لمغاغة.
اتمنى أن أرى اليوم الذى لا يخشى فيه المواطن غير المسنود ضابط الشرطة ولا يخشى ضابط الشرطة المواطن المسنود ..بل يخشى كل منهم القانون.