الاثنين، 1 مارس 2010

المعاكسات.. وقانون التحرش الجديد


من المفروض عند تشريع قانون جديد ( خاصة لو كان قانونا عقابيا) أن يتم دراسة الجريمة موضوع القانون، حتى لا نجد انفسنا نوقع عقوبة أكبر أو اقل مما ارتكب من ذنب، وهو ما يؤدى فى النهاية اما الى شعور المذنب بالظلم ومن ثم عدم اقتناعه أنه مخطئ بل بانه ضحية، أو عدم شفاء غليل من تعرض للأذى من جانب المذنب وظهور القانون بصورة باهتة تجعل وجوده مثل عدمه.

ونحن نعرف ان أهم ما ينبغى ان يمتاز به القانون هو العدل..لهذا ينبغى عند وضع قانون ما أن لا نفرق بين أصحاب الحالات المتشابهة ، والا نساوى بين أصحاب الحالات المختلفة.

ولو حاولنا ان نطبق ما سبق على جريمة التحرش والمعاكسة سنجد أننا امام فعل خاطئ يقوم به طرف -هو الرجل فى الأغلب - فيؤذى به الطرف الأخر - هى المراة فى الأغلب - مما يستوجب العقاب .الا ان هذا الفعل ( المعاكسة أو التحرش ) ليس فعلا مدبرا وأراديا 100 % لأن الرجل لا يستيقظ فى الصباح وهو يخطط للتحرش والمعاكسة ، فالوضع هنا يختلف عن جريمة القتل مثلا..فليس من طبع الأنسان ( والطبع يخضع لهرمونات الانسان وجيناته والتى تؤثر على وظائف أعضائه) أن يقتل بل انه يفكر ويخطط ويدبر ، او على الأقل يضغط على نفسه ويتصرف ضد طبيعته حينما يقتل ..وهو ما يحدث عكسه عند معاكسة رجل لأمرأة أو التحرش بها ؛ حيث يواجه الانسان هرموناته ويصارعها ..فالفرق بين الرجل المتحضر والهمجى أنه رغم شعور كل منهما برغبة فى أن يسلك سلوكا جنسيا نحو الاناث ( المغازلة اللفظية - التحرش بالقول أو الفعل - الاغتصاب -...الخ ) الا ان الأول يستطيع أن يقاوم هرموناته بنسبة كبيرة بينما يفشل الأخر فى ذلك فيستسلم لشهوته كى تقوده.

ونجاح الرجل المتحضر ينبنى على مجموعة من العناصر المساعدة مثل :

1- كونه متزوجا أو لا..فالزواج يساعد على اشباع الرغبات وبالتالى يسهل على الرجل ان يصمد امام كل ما يثير هرموناته ويدفعه بمرور الوقت الى الضعف والتصرف بشهوانية.

2- طبيعة المحيط الذى يعيش فيه هذا الرجل هل هو مثير ومحفز على السلوك الجنسى أم انه ليس كذلك. والمحيط هنا يشمل سلوكيات الرجال والنساء من حوله..وملبسهم ..وطبيعة علاقاتهم ..الخ

3- سن الرجل ايضا له دور هام فى قدرته على هزيمة هرموناته ؛ فالصغير الشاب صاحب الهرمونات المتدفقة ليس كمن خبت شهوته..وشاخت خلاية جسده واضطربت وظائف اعضائه

 
وبعد كل هذا يبقى الحكم على من ارتكب جريمة المعاكسة او التحرش مرهونا بالوقائع الفردية لكل حالة ، فالمتزوج يستحق عقاب اكبر من الاعزب..و الواقع تحت عوامل الاغراء والغواية بشكل منتظم يستحق أقل ممن يعيش فى وسط لا توجد فيه كثير من تلك العوامل ، كم ان من قام بفعل او قول لا يخدش الحياء أو يؤذى المرأة المتعرضة له لا يتساوى مع من أذى المرأة ، او اخافها بقول او فعل..فالتعرض للأيذاء هو الفيصل فى مثل تلك الامور.

وفى النهاية لا يوجد رجل فى العالم متحضر بنسبة100 %، لأنه لا يوجد رجل استطاع ان يهزم هرموناته طوال الوقت..لهذا ليس مستغربا أن نجد كل الرجال وقد حدث وان غازلوا أمرأة ولو مرة فى العمر ..كما أن كل أمم الارض يغازل فيها الرجال النساء ..و طالما أن الرجل يعلم انه قد يضعف فى اى وقت و يغازل أمرأة فعلى الأقل عند شعوره أنه قد خسر معركته أمام هرموناته فليقم بالامر بصورة ظريفة وغير خادشة وهو أقل الضررين.