السبت، 15 مايو 2010

كيف كان الحبيب الهادى يحب



أن الناظر لسيرة محمد صلى الله عليه وسلم..يجد عبر وتعاليم لو طاف الارض ما جمعها كلها من مكان واحد ولا فى سيرة رجل واحد غيره..علمنا كيف نعبد الله وكيف نغضب وكيف نفرح وكيف نصالح وكيف نخاصم وكيف نكره كما علمنا كيف نحب.
ولعل تلك الرابطة الخاصة التى كانت تربطه بزوجته العزيزة على قلبه "عائشة بنت أبى بكر الصديق" رضى الله عنهما فيها من اللمحات العاطفية الدافئة ما يعلم كل زوج وزوجة اليوم كيف يتعاملان مع بعضهما البعض.
فصلى الله عليه وسلم لم يكن يخجل من أن يصرح بحبه كما كان يصنع البعض : يقول صلى الله عليه وسلم عن خديجة "أنى رزقت حُبها .. ولم يكن يعتبر الحب ضعف ونقيصة كما كان يعتقد عدد كبير من العرب وقتها..بل كان يعبر عن حبه لزوجه كلما سنحت الفرصة وبصور مختلفة ( قولا وفعلا)
انظروا اليه وهو يقول لعائشة "إني لأعلم إذا كنت عني راضية ، و إذا كنت علي غضبى ، أما إذا كنت عني راضية ، فإنك " تقولين : لا و رب محمد ، و إذا كنت علي غضبى قلت : لا و رب إبراهيم " أنه يشعرها أنه يحس بكل تفصيلها حتى كلامها وهى غاضبة وكلامها وهى راضية.وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجرح احساسها فى أى وقت ففى الوقت الذى كان الرجال يأنفن من النساء وقت الحيض ويبتعدن عنهن كان صلى الله عليه وسلم يزيد فى حنانه ويظهر حبه أكثر
تقول عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض.ولم يكن أحدا أصبر على نسائه من الرسول حتى فى وقت الخصام والخلاف..حصل في يوم من الأيام في بيته خلاف عائلي بينه وبين عائشة كما يحدث بين الرجل وامرأته ولكن خلاف بسيط, فاستدعى الرسول صلى الله عليه وسلم والدها أبا بكر من أجل أن يحل المشكلة البسيطة, فلما جاء أبو بكر رضي الله عنه وأراد الرسول أن يتكلم -يعرض القضية- قامت عائشة بسرعة النساء وقالت: (أحلف عليك يا رسول الله ألا تقول إلا الحق, و أبو بكر بجانبها فلطمها وقال: أو يقول رسول الله غير الحق يا عدوة نفسها؟! -تحلفين عليه أنه لا يقول إلا الحق وهو لا يقول إلا الحق؟ هل يكذب صلى الله عليه وسلم؟- ولما لطمها قامت وذهبت وراء ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم, تحتمي به من أبيها, فالرسول صلى الله عليه وسلم أوقفه وقال: ما دعوناك لهذا يا أبا بكر! -دعوناك تصلح لا تضارب- فقالت: لا تخبره يا رسول الله بالأمر..فلما خرج أبو بكر جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها يترضاها ألا ترين انى قد حلت بين الرجل وبينك قال ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها قال فأذن له فدخل فقال له أبو بكر يا رسول الله أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما ).
ولم يكن رسول الله يفرق بين ازواجه فى هذه المعاملة الرقيقة..فمع السيدة صفية مثلا حدثت حادثة..كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان ذلك يومها، فأبطأت في المسير، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكي، وتقول حملتني على بعير بطيء، فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها، ويسكتها..."
وهكذا كان محمد الزوج مع كل زوجاته..فأين نحن من ذلك