الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

الوهابية تغزو الأزهر


جرت العادة أن يكون أتباع الفكر الوهابى فى مصر من غير الأزهريين..وهم فى الغالب مممن تلقوا دراسة مدنية (غير دينية) ثم رحلوا الى المملكة العربية السعودية وحصلوا على ما يسمى " الاجازة" وهى تعادل الشهادة الدراسية هنا الا أنها تكون بشكل ودى(غير رسمى) حيث يلزم الطالب منهم أى شيخ مشهور هناك عدد من السنوات حتى يرى هذا الشيخ أن الطالب قد حصل قدرا معقولا من علم ما فيعطيه اجازة فى هذا العلم( والذى يكون فى الغالب فى علم من علوم الحديث).ثم يعود هذا الطالب الى مصر بعد أن صار شيخا ليمارس جميع أعمال العلماء من تدريس وشرح وخطابة وفتية ومنح اجازات لأخرين ..وهكذا دواليك.
فمثلا الشيخ محمد حسان حاصل على بكالوريوس الاعلام من جامعة القاهرة..ولم يحصل على أى شهادة أزهرية فى أى علم من العلوم الشرعية ..فقط التحق بمعهد الدراسات الأسلامية التابع لجامعة القاهرة ولم يكمل دراسته فيه( بالمناسبة هذا المعهد متاح لكل حاصل على شهادة عليا أى كان تخصصه)..ثم سافر الى المملكة العربية السعودية وحصل على الاجازة المذكورة وعاد الى مصر.
وهو نفس الامر الذى تكرر مع الدعاية الشهير الشيخ محمد حسين يعقوب والحاصل على دبلوم المعلمين عام 1967 ثم سافر الى المملكة عدت مرات وحصل على عدت اجازات من كبار شيوخ الوهابية هناك . نفس الامر نجده يتكرر مع الداعية الشهير "وجدى غنيم" والشيخ "أبو اسحاق الحوينى" فالأول خريج كلية التجارة ولم يكمل دراسته الدينية وظل يجاهد للحصول على درجة علمية فى العلوم الشرعية فلم يوفق فى النهاية الا على الحصول على شهادة من أحد الجامعات الأمريكية المتخصصة فى الدراسات الدينية، والثانى خريج كلية الألسن قسم اللغة الاسبانية.ولم يلتحق بالأزهر فى أى يوم من الأيام وعمل على الحصول على مجموعة من الاجازات من عدد من الشيوخ خارج الأطار الرسمى..وقد زاع صيته بين التيارات السلفية فى مصر بوصفه خليفة الشيخ " محمد ناصر الدين الألبانى"فى علوم الحديث

وأنا شخصيا لا أفهم كيف يتم فى زمن الجامعات الكبرى منح شهادات أو اجازات خارج الأطار القانوى والشرعى (هكذا بين الأستاذ والتلميذ مباشرة) دون ان يلتحق الطالب بالدراسة داخل الكلية ..وكيف لو حدث هذا أن يكون الموضوع قيد الدراسة بهذه الحساسية والخطورة واقصد بذلك العلوم الشرعية. فلو عرف أحد منا ان الطبيب الذى سيجرى له العملية الجراحية غير حاصل على شهادة جامعية فى الطب ( حتى ولو كان حصل من العلم ما يحصله الخريج من كلية الطب)لرفض ان يدخل غرفة العمليات حرصا على حياته..وأنا اتسائل أأرواحنا أغلى عندنا من ديننا الذى هو عصمة أمرنا.
غير أن الخطورة الأكبر فى هذا الأمر أن زيوع صيت الافكار الوهابية والشيوخ الوهابيين قد شجع البعض من دارسى العلوم الشرعية بالأزهر على قبول هذا الفكر والدفاع عنه..ويمكنكم أن تراجعوا خطب وفتاوى الدكتور عبد الله بدر وهو من ابناء الأزهر ممن يناصرون الفكر الوهابى المتشدد..أو ترعجوا فتاوى ما تسمى بجبهة علماء الأزهر وهى جمعية اهلية تضم أشد الأزهريين تشددا ووهابية..ولا هدف لها منذ انشائها الا الطعن فى ايمان علماء الأزهر ممن لا يناصرون الفكر الوهابى..ووصفهم بالفسق والابتداع بل وأحيانا الكفر.
لهذا احذر من شيوع نموذج الأزهرى الوهابى الذى يروج للفقه البدوى من تحت عمامة الأزهر الشريف مستغلا انسياق العامة لعلماء الأزهر وتصديقهم لما يقولونه..ولكم أن تتخيلوا حجم الضجة والجلبة التى يصنعها انصار الفكر الوهابى فى مصر والحرب التى يشنونها على كل ابناء الأزهر من العلماء الأجلاء اذا ما رفض أحد منهم رأيا قاله أحد الوهابيون..ولكم فى موضوع النقاب وما طال شيخ الأزهر من سباب وتطاول  وصل الى حد أن أحد مشايخ الوهابية فى مصر ممن تشيخوا على كبر قد وصم شيخ الأزهر بالجهل..أو موضوع الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة وما طال الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية  من هجوم وتعدى و قد وصفه الشيخ الحوينى ب"الكذوب" وأنه "بصمجى" أى لا يفقه شيئا فى علوم الحديث لمجرد أنه انتقد الشيخ الألبانى رحمه الله، مع العلم أن الدكتور على جمعة مسند ويحفظ العديد من الأسانيد سماعا عن كبار محدثى الأمة(يمكنك زيارة هذا الرابط لمراجعة سيرة فضيلة المفتى).. بالاضافة الى مهاجمة الوهابيون  لرجال الأزهر فهم يهاجمون بعضهم البعض ويصمون بعضهم بالجهل وضعف العلم وهو ما يعنى أن مصر مقبلة على سنوات صعبة أرجو الا تنقلب فيها بلدنا الى افغانستان أخرى.