الأحد، 26 أكتوبر 2008

"نهى رشدى"..أنا اسف !



لا استطيع أن اصف لكم كم أنا سعيد بهذه البنت .كانت من الممكن أن تسكت ..تنزوى ..تنطوى على نفسها -مثل أخريات- لتدفع ثمن جريمة لم ترتكبها ولكن ارتكبها غيرها فى حقها !!.لكنها لم تفعل بل سعت الى حقها وجاهدت كى يعاقب المجرم على جريمته ،وقد كان.وحصلت نهى رشدى على حكم بعقاب من تحرش بها بالشارع ثلاث سنوات سجن. لقد انصفها القضاء بينما لم تنصفها التقاليد والناس التى تنادى طوال النهار بالتمسك بالقيم والمبادئ. كانوا يريدونها صامتة ..خانعة ..متخلية عن حقها فى الحفاظ على كرامتها كأنسان ،لكنها ابت الا أن تطالب بحقها ..وانتصرت نهى ..وانهزمت التقاليد الظالمة
ولعل ما حدث مع نهى قد أيقظ الكثرين من نومهم واشعرهم بخطورة الوضع، خاصة وأن تكرار حوادث التحرش قد ولد تبلدا غريبا عند الكثيرين فحادثة مثل تلك التى حدثت فى المهندسين من تحرش بالفتيات بالشارع لم تأخذ أكثر من يومين وبدأ الناس ينسونها .
لكن الأخطر فى نظرى ليس عدم اهتمام المجتمع بقضية التحرش بالشكل الكافى وانما طريقة تعامل المجتمع مع المسألة بوصفها مجرد فرقعة اعلامية وتسلية و"كام صفحة فى كام جريدة" والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ولو كل مواطن نظر للموضوع و كأن ابنته هى من تعرضدت للتحرش أو الاعتداء لكان الوضع تغير .
لقد فكرت فى نهى رشدى وفى فتيات المهندسين وسألت نفسى سؤالا : هل لو كنت واقفا وقتها بالشارع كنت ساتحرك للدفاع عنهم ؟ ورأيت اجابتى تلوح امامى فى ترددى فى تحديد موقفى ..أنا واحد من هذا المجتمع الجبان الذى لم يعد أحد فيه يشعر برابط يربطه بالاخرين وكأننا نعيش (كل منا) فى كوكب منعزل. أنا لم أكن هناك ..مع نهى . لكننى مدين لها باعتذار ..سامحينى لأنى لوكنت هناك ربما كنت ترددت أن اساعدك.أنت اشجع منى ...مننا جميعا .أنا اسف..والمجتمع اسف ...والحكومة اسفة لاننا حرمناكى من واحد من النعم التى قال عنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن من ملكها "فقد حيزت له الدنيا بحزفيرها"..حرمناكى الأمان. فسامحينا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق