السبت، 12 فبراير 2011

الثورة.. فجر جديد

ستبقى الفترة من 25 يناير الى 11 فبراير فى ذاكرة كل مصرى الى الأبد.. فقد قام الشعب المصرى - ولأول مرة فى تاريخه - بتحرك شعبى لا يقوده قائد ولا يحركه فرد ، وانما هى فكرة راسخة فى ضمير وعقل كل متظاهر للتخلص من نظام ظالم وهاضم لحقوق المصريين واستبداله باخر ديمقراطى يعبر عن ارادة الشعب ويمثل سيادته الحقيقية بعدل و مساواة.
وما يجعل هذه الثورة هى الأهم فى تاريخ مصر.. أننا لانملك ثورات حقيقية قبلها .. فثورة يوليو - أو ما اصطلح على وصفها بثورة يوليو - ما هى الا انقلابا عسكريا ايده الشعب .. وثورة 1919  برغم انها تحركا شعبيا بالفعل الا انها لم تكن ضد حاكم ظالم بغرض خلعه وانما كانت ضد الأحتلال البريطانى .. أى انها مقاومة أكثر منها ثورة. أما هوجة عرابى فهى تحرك عسكرى ضد الخديوى وليست ثورة. حتى ثورة المصريين ضد الوالى خورشيد باشا فى أوائل القرن التاسع عشر والتى كانت بقيادة عمر مكرم واسفرت عن خلع خورشيد وتولية محمد على باشا فأنها لم تكتمل ولم تنجح فى تولية مصرى شؤون مصر، وبالتالى فوتت على المصريين فرصة عظيمة وتاريخية.
لكن ثورة 25 يناير كاملة مكملة.. سلمية وديمقراطية ومصرية وشعبية 100% واطاحت بحاكم ظالم وسينتج عنها حكم ديمقراطى.. فلا عجب ان يهلل لها العالم ويصفها بالتاريخية وان يقول عنها اوباما انها تعادل سقوط سور برلين.
أن الشهور القادمة هى نقطة التحول فى تاريخنا.. وعلينا أن نكون على مستوى الحدث .. فالثورة كانت فجرا جديدا لمصر .. وبعد الفجر يأتى نهار من العمل الشاق حتى نحقق أهدافها المجيدة.