الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

ماذا لو غضبت علينا الصين؟

وجدت هذا السؤال يقفز الى رأسى فجأة..ماذا لو غضبت علينا الصين؟ لأى سبب.. ودون مقدمات وقررت الحكومة الصينية وقف توريد جميع أنواع البضائع الى مصر؟
اعتقد أن تصور مثل هذا الحدث يثير فى النفس رعبا شديدا..فمعظم المواد المتداولة فى الأسواق المصرية من صنع الصين بدءا بالسيارات وحتى الأقلام الرصاص.والذى يثير فى النفس مزيدا من الرعب هو أننا نزداد اعتمادا على دولة الصين الصديقة ومنتجاتها يوما بعد يوم..فبعد أن كان أجمالى واردات مصر من الصين 2 مليار دولار عام 2006 تحتل بها مصر المركز الثالث - بعد جنوب افريقياو نيجيريا - كأكبر مستورد للمنتجات الصينية فى افريقيا، أصبحنا نستورد من الصين بما قيمته 4 مليار و 100 مليون عام 2009، بالأضافة الى أن الصين هى الدولة رقم واحد فى الاستثمار فى مصر.
ولعل الشعور العام للمواطن المصرى يؤيد هذه الأرقام ، فقد أصبحت المنتجات الصينية هى الأكثر تداولا فى مصر لنخفاض اسعارها بالمقارنة بالمنتجات اليابانية والألمانية وطبعا الأمريكية والفرنسية..وهو ما جعل معظم محدودى الدخل من المصريين - وما أكثرهم - يعتمدون على تلك المنتجات حتى بات تصور الحياة بدون الصين أمرا مستحيلا: فلا يمكن لمعظم المصريين أن يتحملوا أسعار الأجهزة الكهربائية الكورية واليابانية ( التلفزيون الصينى ثمنه 500 جنيه بينما نظيره الكورى 2000 جنيه) ولا أسعار السيارات الأ لمانية أو الملابس الأمريكية..بل أقول أن انسحاب الصين من السوق المصرى ستجعل المواطن المصرى عاجزا حتى عن تعليم أطفاله فمعظم الأدوات الهندسية  والحقائب المدرسية ومستلزمات الدراسة تنتج فى الصين.
كذلك فان معظم الخدمات التى يستفيد منها المواطن المصرى تقوم على الات ومعدات وقطع غيار صينية الصنع مما يجعل استبدالها بأخرى أعلى ثمنا ضغطا على المواطن المصرى حيث ستزداد أسعار تلك الخدمات بالضرورة.
كذلك فان سهولة استيراد وقلة أسعار المنتجات الصينية قد شجع الكثير من المستوردين المصريين على استيراد الكثير من المنتجات بعضها لا حاجة حقيقية له وهى ما وصفتها الصحافة المصرية بالمنتجات الاستفزازية..فوفقا لما قاله اللواء محمد البناء رئيس الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات فان مصر تستورد من الصين منتجات الألبان كاملة الدسم وزبدة طبيعي مملحة واللحوم المجمدة والأسماك ومنتجات الألبان وشعر خنزير طبيعي ونباتات زينة والخضر والفاكهة والتوابل ومنتجات الحبوب والبذور والزيوت والشحوم والتونة والسكر والكاكاو والمشروبات وتبغ وسجائر ومنتجات كيماوية عضوية وأسمدة وزيوت عطرية ومستحضرات تجميل وكيك وأرز ومقرمشات وفول سوداني. هذا طبعا بالأضافة الى فانوس رمضان الذى نستورده ب 11 مليون جنيه سنويا من الصين.
وأعود الأن للسؤال الذى أثار رعبى.. ماذا لو غضبت علينا الصين وحرمتنا من كل هذه المنتجات؟ 
الحقيقة ..أنا لا أريد أن أعرف الأجابة فهى واضحة لمن يعقل ويفهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق